لقد أصبح التحكم و مراقبة العالم الإفتراضي وسيلة مؤثرة تتحكم بها في الوصول إلى التغييرات المطلوبة مما أدى إلى وجود عدو جديد عبارة عن جهاز مخابراتي ، وبات الأمر لا يحتاج إلا إلى أفكار ودعوات تنشر عبر موقع مثل «الفيسبوك» تديره الأجهزة الأمنية الأمريكية والصهيونية.
و أنا شخصياً متأكد من استفادة الكيان الصهيوني من الكم الهائل من المعلومات المتاحة عن المشتركين من العالمين العربي والإسلامي التي توجد في موقع «الفيسبوك» وتحليلها وتكوين صورة استخباراتية عن الشباب العربي والمسلم يستطيع من خلالها تحريك الشارع العربي مثل قطيع الأغنام
نحن نعلم أن للكيان الصهيوني باع طويل في مجال االمخابرات المعلوماتية و متطور بطريقة تجعله قادرة على جمع ما يريد من معلومات في أي وقت عن الشباب العربي الذي يشكل النسبة الأكبر في أي مواجهة مستقبلية.
و بطريقة ذكية و خبيثة ، أصبح الشباب العربي والإسلامي ‘جواسيس’ دون أن يعلموا ويقدمون معلومات مهمة للمخابرات الإسرائيلية أو الأمريكية دون أن يعرفوا لاسيما وان الأمر أصبح سهلا حيث لا يتطلب الأمر من أي شخص سوى الدخول إلى الانترنت و إنشاء حساب في موقع «الفيسبوك» والتحدث بالساعات مع أي شخص إفتراضي لا يعرفه في أي موضوع حتى في الجنس أو الكرة ... معتقدا أنه يفرغ شيئا من الكبت الموجود لديه ويضيع وقته ويتسلى، ولكن الذي لا يعرفه أن هناك من ينتظر لتحليل كل كلمة يكتبها أو يتحدث بها لتحليلها واستخراج المعلومات المطلوبة منها دون أن يشعر هذا الشخص أنه أصبح جاسوسا وعميلا للمخابرات الإسرائيلية أو الأمريكية حتى الكلمات التي يكتبها كل عضو أثناء الدردشة ثم يقوم بمسحها قبل أن يرسلها تسجل من طرف هذا الموقع التجسسي
و كل هذه المعلومات و الوثائق تقوم برصدها المخابرات الإسرائيلية أو الأمريكية لتتابع ما يحدث في العالم العربي ...طبعا أنت ستستغرب و تقول أنها معلومات تافهة لكن سأذكرك بحادثة وقعت ففي الماضي استطاعت المخابرات الصهيونية من خلال تحليل صفحة الوفيات بالصحف المصرية خلال حروب (56 و 67 و 73) جمع بيانات حول العسكريين المصريين ووحداتهم وأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية فقد أشارت مصادر إسرائيلية بأن تحليل مواد الصحف المصرية ساهم في تحديد موعد بدء حرب 1967 عندما نشرت الصحف تحقيقا صحافيا ورد فيه أن الجيش يعد لإفطار جماعي يحضره ضباط من مختلف الرتب في التاسعة صباح يوم 5 يونيو1967 و يعني أن المخابرات الإسرائيلية تستعمل نفس الخطة في العالم الإفتراضي و تحديداً في موقع «الفيسبوك»
هذا العدو الجديد أو الشبح العنكبوتي المعروف الأهداف والذي يتنامى تأثيره في ظل المخطط المتصهين الذي يشرف عليه قادة البيت الأبيض في واشنطن ويهدف إلى تحقيق النبوءة التوراتية المزيفة بإقامة الدولة اليهودية الخالصة من خلال تفجير الفوضى الخلاقة في المنطقة العربية وصدام الحضارات بين الشرق والغرب بتصعيد الحملات المسيئة إلى الإسلام ورموزه، لقد تمكن من دارسة واقع الشباب العربي والإسلامي من خلال دخولهم اليومي على شبكة الانترنت، ورصد التناقضات التي يعتقد انه سيتمكن من خلالها تفجير الخلافات والصراعات الداخلية في الدولة الواحدة وتفتيت المنطقة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وإضعافها وصولا إلى المبتغى المرغوب .
يبقى المشكل الأساسي في هذه القضية هو إيجاد الحل لتصدي لهذا العدو الماكر الذي يتغلغل في مجتمعاتنا يوماً بعد يوم ...فما هو هذا الحل؟
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire
في انتظار تعاليقكم
J'attend vos commentaires