الحكومة المؤقتة الثانية أصبحت مدعاة قلق وحذر مع العلم و حسب رأيي الشخصي أن الغنوشي ضحية ...وضع في أول الصف ... العدو من ورائه والبحر من أمامه هو الآن يستعمل مثل الدمية لمصالح تفوق قدرته ، خاصة عند وصول الشيطان "جيفري فيلتمان" مساعد وزير الخارجية الأميركية ثم الإعلان عن الحكومة المؤقتة الثانية
كل هذا سيطرح العديد من نقاط الإستفهام و المخاوف :
1
ـ التخويف من سرقة الثورة، تحذير أطلقته الحكومة المؤقتة ذاتها، حيث انه في يوم 22 جانفي 2011 وفي حوار مع قناة «الجزيرة» ألمح المتحدث باسم الحكومة إلى خطر داخلي وخارجي على الثورة !!! ترى ما هو مصدر الخطر الخارجي والداخلي ؟
2
ـ التدخل الليبي. فبعد أن أنكر معمر القذافي حق الشعب التونسي بالثورة وأعلن صراحة أنه يؤيد الدكتاتور بن علي ويطالب بعودته كونه الرئيس الشرعي، ولما لم يجد من يصغي إليه، نقل الملف لابنه سيف الإسلام الذي نسب إليه أنه في حديث هاتفي مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بتاريخ يوم 23 جانفي 2011 أبلغه الأخير بمودته وإشادته بأبيه معمر وبمساعدته للثورة في تونس. ما يقود إلى القول بأن القذافي بعد أن يئس من عودة بن علي (صديقه وحليفه والوسيط بين ليبيا والغرب) حاول أن يتسلل إلى الثورة عبر ابنه ويدّعي مساعدتها، مع أن الواقع يكذب الادّعاء، فالثورة قامت على أبناء تونس من غير مساعدة، لا بل ووجهت بالرفض من ليبيا الداعمة لابن علي.
3
ـ صافرة الإنذار "التدخل الأميركي" وهو التدخل الأخطر على الإطلاق حيث نرى أن أميركا تريد فعلا سرقة الثورة ووضع اليد على مكتسبات الشعب التونسي منها. وقد بدأت طلائع هذه المحاولات بوصول "جيفري فيلتمان" إلى تونس بتاريخ 24 جانفي 2011 بعد أن اشتد الحصار على الحكومة المؤقتة. فقد جاء فيلتمان زاعماً بأنه يريد «البحث بخطط الإصلاحات الديموقراطية والانتخابات».
4
وهنا يكون مفيداً أن نسجل ما يلي:
ـ فيلتمان هو نفسه السفير الأميركي في لبنان عام 2005 ، وهو الذي قاد الحركة الانقلابية في ما اسمي ثورة الأرز، التي جاءت بحكومة لبنانية سيطرت عليها أميركا كلياً وأصبح فيلتمان يمارس وظيفة المفوض السامي الأميركي الحاكم للبنان.
- إكتشاف أوباما أن لفيلتمان أجندة خاصة له و أنه يتلقى أوامره من نتنياهو وليس من وزارة الخارجية
ـ اكتسب فيلتمان خبرة في إنشاء الحكومات الخاضعة لأميركا، ولهذا جاء إلى تونس ليخاطب مسؤوليها المؤقتين شخصياً ومباشرة من دون أن يكلف سفيره فيها ومن دون أن يكتفي باتصال هاتفي من مكتبه في واشنطن، ولهذا نطرح التساؤلات عما في حقيبة فيلتمان من وعود ووعيد أو قرائن وتهديدات يخيف بها التونسيين، ويحملهم على تسليم زمام بلدهم اليه؟
ـ هل يريد فيلتمان أن يصنع وضعاً في تونس يشبه الوضع اللبناني لجهة تهديد «حزب الله» بالمحكمة الدولية لإخضاعه وضربه، ويتمكن عبر ذلك من ضرب الثورة وتنصيب من يأتمر بالأمر الأميركي حاكماً على تونس؟
ـ لا نصدق مطلقاً أن فيلتمان جاء إلى هنا من أجل المساعدة في إصلاح القوانين أو تنظيم الانتخابات. وهو يعلم أن في الشعب التونسي العديد من الخبراء القانونيين والاقتصاديين.
ـ وأخيراً هل نسي أحد أن فيلتمان ذاته ودولته نفسها كان ومنذ ساعة إلى جانب النظام الدكتاتوري والرئيس المخلوع ولم يتخل عنه حتى اليوم التالي لخلعه. وهل يمكن للرجل الواحد أن يكون في لحظة واحدة وفي حق بلد واحد حليفاً للدكتاتورية ومسانداً للثورة والحرية؟ والجواب المنطقي قطعاً لا و ألف لا ، والنتيجة ببساطة هي أن فيلتمان ليس هنا إلا من أجل سرقة الثورة. فحذار حذار من الوقوع في شباك حيله.
5
ـ توزيع الأدوار بين ليبيا وأميركا: نخشى أن تكون ليبيا وأميركا وكلتاهما صديقتان لنظام بن علي - سبق وأن كان هو ثالثهما في معالجة الملف الليبي الأميركي على وجه الخصوص - قد أعدتا مسرحية كاملة تقاسمتا فيها الأدوار لوضع اليد على تونس عبر توجيه الانتخابات المقبلة وفي الاتجاه الذي يصب في المصلحة المشتركة للولايات المتحدة وليبيا. وهذا ما يمكن استنتاجه من العمل المتزامن الذي يقوم به كل من فيلتمان وسيف الإسلام على الصورة المتقدمة واختفاء أبيه معمر منها، ما يشعرنا بأن ثمة أدواراً توزع بين أميركا والولد وأبيه وأن ثمة لعبة تدار، لكننا نحتاج إلى مزيد من الوقت للتأكد من حقيقتها.
6
الإعلام التونسي مازال يمارس الكذب على الشعب ...و هذا دليل "قيس بن علي ينفي خبر القبض
عليه الذي اذيع في القناة الوطنية الوفية لتقاليد تونس
7