في الفترة الأخيرة كثر الحديث عن الهوية التونسية و ذلك بعدما لاحظنا وجود عدة أطراف تحقد على هذا المكسب الذي يوحد صفوفنا
و لو بحثنا في كتابات الباحثين و المفكرين سنجد تقريباً إجماع من حول فكرة أنه لا وجود لشعب دون هوية ، لأن ضعف الهويّة يؤدّي إلى التراخي في الدّفاع عن الوطن
فمن مخالفات فقدان الهوية الإعتقاد بأن كل ما هو أجنبي جيد و أحسن مما هو محلي،و تتسبب هذه الفكرة في فقدان احترام الشعب لنفسه و ثقافته المحلية و يصبح ما يراد أن يكون له ؛ أمة تم الهيمنة عليها تماما.
فهذه هي الخطة الشيطانية التي لا يزال الاستعمار الغربي يستخدمها ضدنا
و كل من يعتقد أن الدفاع على الهوية ليس له أهمية في الوقت الحالي فهو مخطئ لأن هذه الفترة هي فترة انتقالية و هي فترة حساسة للأجيال المقبلة ، يعني مثلما تحارب بقايا النظام السابق
يجب عليك أن لا تتجاهل نقطة الهوية و يجب عليك أن تدرك أن سياسة العولمة للنظام العالمي الجديد تسعى إلى تذويب الحدود الثقافية و الهويات و الإطاحة بالشعوب المستضعفة في قفص العبودية و الأغنام
و لهذا السبب تقف أمريكا رغم قوتها على مشكل الهوية، فأغلبية المفكرين في أمريكا يروّجون لفكرة القوميّة أو إيجاد " هويّة قوميّة " خوفا من الذوبان في الآخر... فمثلاً "بل كلينتون" أكد على وجود هذا التحدّي عندما قال: إن أمريكا تحتاج إلى ثورة ثالثة ( بالإضافة إلى الثورة الأمريكيّة وثورة الحقوق المدنيّة ) لإثبات قدرة الأمريكيين على العيش دون ثقافة أوربيّة مسيطرة، فالهويّة هي إحساس فرد أو جماعة بالذات و هي إحدى أهم الأسباب و الدعائم لصلابة مجتمعات الدول الكبرى
فلو لاحظنا في بعض البرامج و مواقع الأنترنت ...لا وجودنا ضاهرة جديدة و هي اللغة الانجليزية الأمريكية أو الفرنسية الكندية .... هذا دليل على رغبة هذه الدول في التخلص من التبعية لدول أخرى حتى في اللغة لأن اللغة هي "دم الروح "، وأساس الجماعة كما يقول ميجيل دي أونامونو
هناك نقطة أخرى خطيرة في إنعدام الهوية الموحدة للشعب فبالنسبة لتونس و بعد ما حاولوا تقسيمنا إلى علمانيين و إسلاميين و يحاولون الآن تقسيمنا إلى عرب و أفارقة و فينيقيين و بربر و أمازيغ و أندلسيين و وندال و هلاليين و هنود حمر و إسكيمو و هذا هو المقصود من إزالة عقلية الهوية الموحدة التي تجمعنا و توحدنا بحيث يمكن لنا أن نعتبرها الجدار الأخير المتبقي لنا لحمايتنا ، بعد ما خسرنا الكثير في جميع المجلات و اصبحنا نقبع في الصفر و لو خسرنا أيضا هويتنا فتأكدوا أننا سنبقى دائما في هذا الصفر ، عبيد الدول الكبرى
و إلى كل من يحقد على الفصل الأول من الدستور التونسي القديم و يسعى لعدم ذكر أن تونس دولة عربية مسلمة في الدستور الجديد عليه اولا أن يلقي نظرةً على دساتير الغرب التي يتشدقون بها
معلومة قبل الدخول في الموضوع : الحزب الذي يحكم ألمانيا إسمه حزب الإتحاد الديمقراطي المسيحي
جاء في دستور اليونان
(المادة1):
المذهب الرسمي لأمة اليونان هو مذهب الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية !
( المادة 47) :
كل من يعتلي عرش اليونان يجب أن يكون من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية !
وجاء في دستور الدانمارك:
(المادة1/بند 5) :
يجب أن يكون الملك من أتباع الكنيسة الإنجيلية اللوثرية !
(المادة1/بند3):
إن الكنيسة الإنجيلية اللوثرية هي الكنيسة المعترف بها في الدانمارك !
وجاء في من الدستور الأسباني:
( المادة 9) :
يجب أن يكون رئيس الدولة من رعايا الكنيسة الكاثوليكية !
(المادة6):
على الدولة رسمياً حماية اعتناق وممارسة شعائر المذهب الكاثوليكي باعتباره المذهب الرسمي لها .
وفي الدستور السويدي
(المادة4):
يجب أن يكون الملك من أتباع المذهب الإنجيلي الخالص ! وفيه: يجب أن يكون أعضاء المجلس الوطني من أتباع المذهب الإنجيلي .
وفي دستور الأرجنتين
( المادة 2) :
على الحكومة الفدرالية أن تحمي الكنيسة الرسولية!
وجاء في وثيقة الحقوق في انجلترا
( المادة 7):
يسمح لرعايا الكنيسة البروتستانتية بحمل السلاح لحماية أرواحهم في حدود القانون!
وفي ذات الوثيقة ( المادة 8): لكاثوليكي أن يرث أو يعتلي العرش البريطاني !
وفي (المادة 3 ) من قانون التسوية: على كل شخص يتولى الملك أن يكون من رعايا كنيسة انجلترا ، ولا يسمح بتاتاً لغير المسيحيين ولا لغير البروتستناتيين أن يكونوا أعضاء في مجلس اللوردات، ويعتبر ملك بريطانيا حامياً للكنيسة البروتستانتية في العالم
و هذا مثال تاريخي يبرز خطورة ما يقوم به أشباه المثقفين لدحض الهوية :
نصيحة غليوم الثاني - ملك ألمانيا - للأتراك العثمانيين
قال الشيخ محمد رشيد رضا : حدثني الأمير شكيب أرسلان في جنيف سويسرا عن طلعت باشا الصدر الأعظم ( رئيس وزراء الدولة العثمانية ) أن عاهل الألمان لما زار الآستانة ( إسطنبول ) في أثناء الحرب ( العالمية الأولى ) ورأى النساء التركيات سافرات متبرجات عَذَلَهُ على ذلك , وذكر له ما فيه من المفاسد الأدبية والمضارة الاقتصادية التى تئن منها أوروبا وتعجز عن تلافيها . وقال له :
إن لكم وقايةً من ذلك كله بالدين , أفتزيلونها بأيدكم ؟
( المنار 24/ 363)
لذلك يجب علينا أن نحتفظ بهويتنا وندافع عنها ونفعلها و نعبر عنها من خلال أعمال إبداعية تخرج من بيئتنا وتعود إليه
رسالة من أمريكا إلى المسلمين والعرب
3 commentaires:
كلام معقول و واضح
باراك الله فيك على هذا المقال
فلتعلمي أختاه أن الهوية الإسلامية هي ما حاول الإستعمار عفوا الإستدمار طمسه لأنه يعلم علم اليقين أن إذا إستطاع طمس الهوية كان ذلك الجسر لإستعباد هذه الأمة وإذلالها عن طريق التبعية وقد عبر عن ذلك الفاروق رضي الله عنه حينما قال أعزنا الله بالإسلام فإن إبتغينا العزة في غيره أذلنا الله.
باراك الله فيك على هذا المقال
Enregistrer un commentaire
في انتظار تعاليقكم
J'attend vos commentaires