العقلية الفاسدة للبوليس هي عائق الحرية


سأبين في هذا المقال أهمية إعادة بناء مؤسسة البوليس التونسي لأن خطر هذه المؤسسة لا يقل أهمية عن خطورة أي دكتاتور فهي التي تخلق الدكتاتور و تساعده على البقاء ، فهذا الغول التونسي الذي مازال مصدر رهبة و قلق في نفسية أي تونسي والذي تسبب في العديد من العقد النفسية لكافة شرائح المجتمع فقد كان العصى التي يستعملها كل ضالم و جبروت طيلة سنوات عديدة بل منذ عصور في وجه الشعب المسكين كي يخضع لمصالحه الشخصية .


فلو عدنا قليلا إلى التاريخ و بالتحديد زمن الإستعمار الفرنسي سنعلم أن هذه المؤسسة البوليسية كانت رمز للخيانة و العار في تلك الفترة ،فهي التي كانت تبحث عن المقاومين "الفلاّﭭـة" و تقوم بتعذيبهم و تجزيرهم
و عند فرار فرنسا من نضال آبائنا و أجدادنا ضل هؤلاء الأعوان "كلاب المستعمر" الذين أرادوا إخماد شعلة المقاومة التونسية و خيانة الشعب الذي ألبسهم رداء الذل و المهانة و طبعهم بطابع الخزي الذي بقي علامة على وجوههم فلم يتطعموا الحرية كما تطعمها الشعب و المناضلين الأحرار انذاك.


سبحان الله ، التاريخ يعيد نفسه الآن فهؤلاء الوحوش الآدمية خادمي نظام بورقيبة و نظام بن علي و الطرابلسية الذين نهبوا البلاد و العباد لبساطة أجورهم لاجئين للرشوة حتى يمتصوا دماء الشعب المسكين .. لا ننسى أنهم كانوا سلاح الهدم و التخريب الذي استعمله النظام في محاربة الإسلام فاستعملوا أحقر الأساليب من تعذيب و إغتصاب و قتل و مسرحيات تحاك للشعب و راقبوا المصلين في الجوامع ،طاردوا المتحجبات و اعتقلوا حتى من كان يشاهد الفديوهات في المواقع الإجتماعية على غرار فيديوهات أحداث الحوض المنجمي في جهة قفصة ، أذلوا المواطن في كل مكان و زمان بالضرب و الإهانة ، فقد كانت تلك الجحافل من البوب و الشرطة و البوليس السياسي و الحرس و غيرها من الفرق غاية في البشاعة و كان اغلبهم مجهولي الأصول


و الآن و بعد يسمى بالاستقلال الثاني إرتدى هؤلاء الوحوش رداء الذل و المهانة من جديد مثل زملائهم أيام الإستقلال الأول ،لكن الغريب في الأمر و الطريف أن هؤلاء الوحوش الآدمية طوروا من أساليبهم تفادياً لنظرة الخزي التي أذلهم بها الشعب بعد الإطاحة بئلاههم بن علي ، فرأيناهم يتظاهرون و يهتفون معبرين عن براءتهم في دماء شهدائنا .
ترى من قام بتجزير الشعب ؟ من قام بقنص العزل الابرياء ؟ من كان يخاطب بن علي عندما قال :"يزي من الكرطوش " ؟ من كان يستعمل هذا الكرطوش؟ العامل ،المهندس ،الطبيب، المحامي ...الشعب ؟


كفانا اليوم استبلاهاً للشعب، نحن اليوم نريد إعادة بناء وطن كثرت جراحه و من الواجب إعادة دمغجة عقلية هذه المؤسسة الإرهابية رغم وجود و ندرة بعض الأعوان المتحلين بالقيم و الشرفاء منهم ، فلا يمكن لنا أن نعيش دون وجود هذه المؤسس فهي أمن البلاد في الداخل و إن كنا نطمح في أن نرى عون أمن في سمو من الأخلاق يؤدي عمله بكل انضباط و بدون أي تجاوز إحتراماً لضوابط حرفته و أن يرى أن مهمته الرئسية هي خدمة الإنسان و الحفاط على أمنه دون اللجوء للعنف و مؤمناً أن القضاء وحده المسؤل على فرض العقوبات أو التبرئ منها ، فعلينا أولا أن نحسن إنتداب الأعوان في هذه المهنة و يكن ذلك بالتدقيق الشديد في سيرته ، و علينا أيضاً أن نحسن في تكونه مهنياً و إنسانياً و أخلاقياً حتى يميز بين الإنسان و الدواب حتى عند خرق القوانين
و لا ننسى أن يتلقى أيضاً تكويناً دينياً فيكون تكوين إسلامي إن كان مسلم و نفس الشيء لبقية الأديان ... و أخيراً لا ننسى في تحسين موستواه المعيشي بالرفع في راتبه تفادياً لإنحرافات كالرشوة و السرقة



دليل تورط الداخلية في جرائم قنص المواطنين

1 commentaires:

Siaw Jupiter a dit…

ما قلته صحيح لكن لا يمنع أن هنالك أعوان امن شرفاء و قد تم ذكر هذا في مقالك بالمناسبة اليوم كنت في مؤسسة صحية عمومية و صادف ان التقيت امراة تعمل في وزارة الداخلية و تحديدا كانت مسؤولة عن التدريبات التي يتلقاها اعوان الامن ما علمته من هذه المرأة من خلال حديثها أنها أجبرت على ان تعمل بهذا المجال نظرا لأن المهنة متوارثة أبا عن جد و ذكرت لي أيضا اسم عائلتها المعروفة في مجال الأمن من بين الأشياء التي ذكرتها "ساعات يجينا أمر في نص الليل يقلك أهبط و امشيو للبقعة الفلانية " مما جعلني اتعاطف معها (ثمة نسا تاعبين اكثر و يستحقو العطف أكثر منها نعرف ) ذكرت هذا المثال سعيا مني إلى لفت انتباه المسؤولين لتغيير طريقتهم في انتداب اعوان الأمن :p
بالمناسبة فيكوم عندك غلطة صغيرة في الفقرة الأولى كلمة "ضالم" تكتب هكذا "ظالم" أحيي فيك اعتزازك بهويتك العربية لان معظم مقالاتك بالعربية أحسنت واصل :)

Enregistrer un commentaire

في انتظار تعاليقكم
J'attend vos commentaires

Newer Posts Older Posts